عودة حليف أوكرانيا الى البيت الأبيض

یرھي فورسا – كاتب صحفي أوكراني
الوضع یعود إلى طبیعته…، وتعود ثقتنا من جدید في أن حلیفنا موجود في البیت الأبیض، بقي علینا أن نثق بأنفسنا.
انتھت أھم انتخابات في العالم على مدى الثلاثین أو الأربعین سنة الماضیة، اختار الأمریكیون رئیسھم، وكان ھذا الاختیار مھما حتى للأوكرانیین.
بفوز بایدن، ما كان ترامب ترامبا لو اعترف بالھزیمة، لذا كانت لحظة الفوز متوقعة، إنھا مشاكله الشخصیة.
ھا قد عاد النظام والحس السلیم والتنسیق والدعم لأوكرانیا إلى البیت الأبیض.
لماذا فوز بایدن مھم جدا؟ لأن ترامب خسر، ولماذا خسارة ترامب مھمة جدا؟ لأن ترامب خرق الدیمقراطیة، وبوجوده ترأس أعظم دیمقراطیة في العالم رجل بدا وكأنه واحد من زعماء دكتاتوریات العالم الثالث، الذي دمر المؤسسات ونشر الفوضى. إنه شعبوي غیر كفوء، والأوكرانیون یفھمون جیدا ماذا یعني ھذا.
لو كان ھذا الدكتاتور في إحدى بلدان العالم الثالث لشكل مشكلة لبلده حصریا، أما عندما یكون ھذا الشخص رئیسا للولایات المتحدة، فھو یمثل مشكلة للعالم أجمع.
تكفي الھجمات التي شنھا ترامب على الناتو، ورغم أن الولایات المتحدة كانت مثالا ورمزا للعالم كله، لم یعد ھذا الرمز كما كان، فالرئیس الذي یكذب باستمرار وینشر الأخبار الملفقة ونظریات المؤامرة قوض أسس تعاون الحضارة الغربیة.

من حیث المبدأ، أي رئیس أمریكي، باستثناء ترامب، سیكون صدیقا لأوكرانیا، لأن أي سیاسي نظامي في الولایات المتحدة ھو صدیق لأوكرانیا وحلیف لأوكرانیا، فنحن ھنا في المقدمة، ندافع عن نفس القیم التي بنیت علیھا أمریكا.
أي شخص باستثناء ترامب سیكون صدیقا لأوكرانیا، لأنه بعید كل البعد عن فكرة “القیم”، ومتعاطف مع بوتین، ونعلم من كتاب بولتون أنه یكره أوكرانیا.
ولهذا فإن أي جمھوري أو دیمقراطي سیكون صدیقا لأوكرانیا، أما بایدن فھو شخصیة ممیزة، یفھم أیضا ماذا یحدث ھنا، وھو یعرف جیدا كم ھو عدد الأشخاص الذین یحاولون عرقلة الإصلاحات.
تمثل الولایات المتحدة القوة الرئیسیة التي تدفع أوكرانیا على مسار الإصلاحات، واھتمام الولایات المتحدة بتنفیذ الإصلاحات في أوكرانیا سوف یزید مائة ضعف.
ھذا یسعدنا، وللأسف، لا یمكن إلا للعصا السحریة “الأمریكیة” أن تجبر الحكومة الأوكرانیة على تنفیذ الإصلاحات وإزاحة من یخربھا.