رسالة.. إلى أبناء القوات المسلحة الأوكرانية

محمد فهد الشوابكة

محمد فهد الشوابكة

كتب: محمد فهد الشوابكه

اليومَ ونحنُ نقفُ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ لا تَخفى على أحدٍ تتطلّبُ من أبناء أوكرانيا المزيدَ من الجُهدِ لمواجهةِ التّحديات، فالأوضاعُ الرّاهنةِ تَفرضُ على الجميعِ المزيد من الجهد واليقظة للتصدي لأيّ أمرٍ يُعكّرُ صَفوَ أمنِ واستقرارِ أوكرانيا، فالقوّاتِ المُسلّحةِ الحارسُ الأمينُ، والدّرعِ الحَصينِ والسَّدِّ المَنيعِ، والصَّخرِ الذي تتحطّمُ عِندهُ الأمواجُ العاتِيةِ، فلا تَدعُوا أيادي المَكرِ تمتدُّ إليها، بل ابتِروا كلّ قدمٍ تَخطُو نَحوَ أوكرانيا مُهدّدَةً أمنها واسْتِقرارها، والنَّيلَ مِن وَحدَتِها.
أبناءَ القُوّاتِ المُسلّحةِ..
اليومَ ونَحنُ نَقِفُ على أبوابِ مرحلةٍ جديدةٍ تَحملُ بِطيّاتِها الكثيرَ من المُتغيّراتِ وأنتجتْ أشكالًا مُتعدّدةً من البُؤرِ للمُتمرّدينَ تحتَ شعاراتٍ كثيرةٍ وبأسماءٍ مُتعدّدةٍ مَدعاتُها زَعزعتِ الأمنِ والاستقرارِ في أوكرانيا، ممّا يُحتّمُ عَلينا الوُقوفَ جميعًا صفًا واحدًا لمُواجهةِ التّحدياتِ التي قَد تَعتَرينا للتّصدّي للتّهديداتِ الخارجيّة، مِن خلالِ تَعزيزِ أُطُرِ التّعاونِ المُشتركِ بينَ جميعِ مُكوّناتِكُم على كافّةِ الأصْعدةِ سواءً كان في الجوانبِ المُتعلّقةِ بتبادُلِ المَعلوماتِ الأمنيةِ أو في الجوانبِ المُتعلّقةِ بوضعِ الحُلولِ الجَذريّةِ، ووضعِ خُططٍ تُساهِمُ في مَنعِ أي إختراقٍ يُهدّدُ أمنً اوكرانيا قبلَ حدوثه.
أبناءَ القوّاتِ المُسلّحة..
التّمرّدِ والعُنفِ لا ِدينَ له، فَدَعونا نُحاربُهُ بكلِّ ما نَملكُ من طاقاتٍ، ونُسخّرُ له جميعُ الإمكانياتِ التي تَقضي عليه، فهو الخَطرُ الحَقيقيّ الذي دمُرَ العديدَ من البُلدان، فوقوفكم صفًا واحدًا خيرُ أداةٍ يُمكنها أن تَقضي على هذه الآفاتِ، فأمنُ وحمايةُ أوكرانيا يَكمنُ سرّها في اتحادِكم في مُواجهةِ التَّمرّدِ بشتّى أنواعهِ وأشكالهِ، فعليكم الوُقوفَ بكلِّ حَزمٍ وقوةٍ أمام كلِّ مَن تُسوّلُ له نفسهُ زعزعةَ أمنِ واستقرارِ بلادكم.
ففي السّادسِ من ديسمبرَ من كلِّ عامٍ يُحيِي الأوكران يومًا لا يُنسى، ومجدًا لا يُمحى في مسيرةِ الدّولةِ الأوكرانية، فهذا اليومُ يومُ مجدٍ وعزّةٍ وإباءٍ؛ إنه ذكرى الاحتفالِ بالقوّاتِ المُسلّحةِ الباسلةِ، حاملةَ لواءِ الدّفاع عن وَحدةِ الشّعبِ والأرضِ وحقّهِ في استعادةِ أراضيه المَسلوبة.
إنّه اليومُ التُاريخي الذي يُعبّر فيه الشّعبُ عن حبّهِ وامتنانه، لحُماةِ أرضهم يومٌ بألفِ يومٍ، يومٌ يَحملُ اسمَ المجدِ، إنه يومُ القوّاتِ المسلّحةِ الأوكرانية؛ يومٌ يَجعلنا نعودُ بذاكرتنا إلى ثلاثةِ عقودٍ انقضت، نعودُ وكلّنا حنينٌ إلى ذلك التُاريخَ الذي رسم خارطةَ طريقٍ جديدةٍ لبناءِ دولةٍ قويةٍ متينةٍ، بالرّغم ممّا تُعانيه حتّى الآن من احتلال في القرم.
يومٌ يجعلنا نستذكرُ حقَّ شعبٍ في استعادةِ أرضه المسلوبةِ، ويجعلنا نفخرُ بأبناء أوكرانيا المنتسبين إلى القوّات المسلّحةِ حاملينَ لواءِ المجدِ وراسمي راياتِ العزّ على جابههم باللّونيين الأصفر والأزرق “ألوان علم مجدٍ وقوةٍ واستقلال أوكرانيا التي نعشق”.
ففي هذا اليومِ من عام 1991 اعتمد البرلمان الأوكراني قانون “القوات المسلحة لأوكرانيا”، “بشأن الدفاع عن أوكرانيا” لتضع القيادة السياسية حينها مُمثلّة بنوابٍ خرجوا من رَحمِ الشّعب الأوكراني نهجًا يُحدّدُ المباديءَ والتّوجيهاتِ الاساسيةِ لبناءِ الجيش الأوكراني، ليكون هذا اليومَ يومُ تحوّلٍ في تاريخه الحديث، ليكون السّند والعوْن لدولةٍ حديثةٍ تَسعى لوحدةِ أراضيها وشعبها، ليعمّ السّلامَ رُبوعها.
في النّهايةِ لا يَسعني إلا أن أُكرّرَ شكري لكم دفاعكم عن أوكرانيا بكلّ بسالةٍ وعلى الجهود الكبيرة التي قدمتموها، متمنيًا أن تستمروا على نهجِ أجدادك الذي رَوُوا الأرض بالدّم مدافعين عنها لتكون أوكرانيا واحة للأمن والأمان.