دبلوماسية أم مزاجية يا سيادة الرئيس

بقلم: محمد فهد الشوابكه
التجارب كثيرة والمعاناة أكثر للباحثين عن تأشيرة دخول لبلاد يظنون أنها ملاذٌ آمنٌ لهم.
عزيمة تجعلهم يدقون أبواب السفارات ولا يعلمون أن التأشيرة تحتاج إلى معجزات…. فتعددت الأسباب لهذه الزيارات ولكن في النهاية هي زيارات… زيارة صديق أو الإعجاب ببلد وإما للعمل وإما لدراسة…. وغيره، يجعلك تذهب الى السفارات.
القرارات التي من خلالها ترفض التأشيرات ونظرًا لعدم وجود مبررات، تجعلك تتيقن أن الأمر متعلق بالمزاجيات لأشخاص يطلق عليهم ممثلين للدبلوماسيات، من خلالهم تتحطم الآمال على أبواب السفارات وترتسم صورة مغايرة عما ينشر عبر الإذاعات… شعارات تحملها بلدان وقرارات قناصلها هي الفيصل بالحصول على التأشيرات…
مزاجيات امتزجت بأهواء أشخاص لاينفذون التعليمات لأن لديهم مطلق الصلاحيات….
تقف على الشباك، ينظر إليك موظف السفارة ليأخذ القرار فإن كان مزاجه حسن فإنك تستطيع تحقيق الأمنيات والحصول على تأشيرة لبلد المعجزات… استوقفني موقف صديق مقيم في دولة عندما أراد الحصول على تاشيرة لطفله الذي يبلغ من العمر سنتين وكانت المفاجأة أنه يحتاج إلى موافقات كي يحصل على تأشيرة دخول، واستوقفتني قضية طالب عمره لا يتجاوز الثمانية عشر يدفع والده المال ليحضر له قبول من إحدى الجامعات ويدفع الأموال ورسوم التأشيرة ويكون القرار رفض والسبب عدم القناعات، ورجل أعمال جاب الدنيا وجواز سفره مليء بالتاشيرات ليشارك في معرض ويدفع الأموال لجناح شركته بإحدى القاعات لياتيه الرد وتكون هنا المفاجآت أنه لا يستطيع الدخول لعدم الحصول على الموافقات وعدم وجود أسباب للحصول على التأشيرات…. دول تضع شروط قبل البدء بالإجراءات ودول تضع على مواقعها شروط تكون مجرد شعارات…. بدايات تتحطم قبل البدايات وتنتهي عند بوابة السفارات… دبلومسيون يحسنون المهمات وآخرين يجيدون الظهور امام الكاميرات والتقاط الصور والتباهي بالمؤتمرات… ولو سألت عن النتائج فهي مجرد أمنيات…
والسؤال الذي يجوب في المخيلات أين دور الوزارات التي عقدت على دبلوماسيها آمالها والتطلعات، وهل تسأل عن الإنجازات أم هي غارقة في أحلام اليقظات، ويا حسرة على أحلام دول انتهت طموحاتها على أعتاب السفارات… وضيعت آمالها بسبب التأِشيرات.
دول اقتصادها تنادي لجلب الإستثمارات ولا يوجد أي تنسيق بين مؤسساتها الاقتصادية والسفارات… فهل من مستمع لهذه الكلمات وننهي المزاجيات التي يمارسها دبلوماسيو السفارات…
القصص كثيرة والعبر أكثر والتطبيق مجرد أحلام، إذا كان والد الطفل يصول ويجول في تلك البلدان فلماذا تطلب الموافقة على تأشيرته، وقد ترفض ربما لأن عليه قيد يمنعه الدخول لتلك البلد، بلدان تطلق حملات كبيرة لجلب الطلاب لدراسة فيها، ويتقدم الطلاب ويدفعون الأموال لمكاتب الخدمات الطلابية، ويحصلون على الموافقات من البلد المستضيف لهم والمؤسسات التعليمية، ويدفعون في بلدانهم رسوم التأشيرة، ويأتي الردّ بالرفض، والمصيبة الأكبر رجال أعمال جوازات سفرهم ممتلئة بالتأشيرات من دول عظمى يتم رفضهم والأمر والأدهى من ذلك شركات تشارك في معارض ومؤتمرات ولديهم دعوات من مؤسسات حكومية لا يستطيعون الحصول على تأشيرة، وبلاد تروج للسياحة ولا يستطيع السائح الحصول على تأشيرة، وآخر يحاول زيارة شقيقه، ووقفت التأشيرة حائلًا بينهم، وشخص أحب بلد أراد أن يتعلم لغتها يمنع من الدخول.

ويأتي الرد في كل هذه الحالات “عدم توضيح أسباب الزيارة” اهي دبلوماسية أم مزاجية يا سيادة الرئيس؟