دبلوماسي فرنسي كبير يزور الجزائر لإصلاح العلاقات

بوابة أوكرانيا -كييف- 8 ديسمبر 2021- أجرى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان محادثات في الجزائر الأربعاء في محاولة لرأب الصدع الأخير بين الدولة الواقعة في شمال إفريقيا وحاكمها الاستعماري السابق.
وقال مصدر بوزارة الخارجية الفرنسية، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن رحلة لو دريان، التي ظلت سرية حتى اللحظة الأخيرة، هي “زيارة عمل لتقييم العلاقة وإعادة إطلاقها”، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس عبد المجيد تبون.
وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الدبلوماسي الفرنسي التقى نظيره الجزائري رمتان لعمامرة خلال “زيارة عمل وتقييم للعلاقات الثنائية”.

توترت العلاقات بين الجزائر وباريس على مدى ستة عقود منذ أن نالت المستعمرة الفرنسية السابقة استقلالها بعد احتلال دام 130 عاما.
ذهب الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أبعد من أسلافه في قبول الانتهاكات الفرنسية خلال الحقبة الاستعمارية.
لكن العلاقات انهارت في أكتوبر بعد أن اتهم ماكرون “النظام السياسي العسكري” الجزائري بإعادة كتابة التاريخ وإثارة “الكراهية تجاه فرنسا”.
في تصريحات لأحفاد مقاتلي الاستقلال، أوردتها صحيفة لوموند، تساءل ماكرون أيضًا عما إذا كانت الجزائر موجودة كأمة قبل الغزو الفرنسي في القرن التاسع عشر.
بعد شهر من قرار باريس بتخفيض حاد في حصص التأشيرات لمواطني الجزائر والمغرب وتونس، أثارت تلك التعليقات رد فعل عنيف من الجزائر.
وسحبت الدولة سفيرها ومنعت الطائرات العسكرية الفرنسية من دخول مجالها الجوي الذي تستخدمه بانتظام لتنفيذ عمليات ضد الجماعات الجهادية في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل.
كما دفعت التعليقات تبون إلى مقاطعة قمة نوفمبر الرئيسية في باريس حول ليبيا، الجارة الجزائرية التي مزقتها الحرب، وتعهد بأن الجزائر “لن تتخذ الخطوة الأولى” لإصلاح العلاقات.

وأثار الخلاف تعبيرا نادرا عن ندم الرئاسة الفرنسية التي قالت إنها “تأسف” لسوء التفاهم الناجم عن التصريحات.
وقال مساعد من مكتب ماكرون إن الزعيم الفرنسي “يحظى باحترام كبير للأمة الجزائرية وتاريخها ولسيادة الجزائر”.
ورحب وزير الخارجية الجزائري لعمامرة بهذا البيان ومثل الجزائر في النهاية في مؤتمر ليبيا.
وتأتي زيارة لودريان فيما تستعد الجزائر للاحتفال بالذكرى الستين لاستقلالها في مارس.
وضع ماكرون، أول زعيم فرنسي ولد بعد الحقبة الاستعمارية، أولوية للمصالحة التاريخية وإقامة علاقة حديثة مع المستعمرات السابقة.
في وقت سابق من هذا العام، اعترف بأن ضباط فرنسيين عذبوا وقتلوا المحامي الجزائري علي بومنجل في عام 1957.
كما أدان ماكرون في أكتوبر / تشرين الأول “جرائم لا مبرر لها” خلال حملة قمع عام 1961 ضد المتظاهرين الجزائريين المؤيدين للاستقلال في باريس، والتي قاد خلالها الشرطة الفرنسية بقيادة نازي سابق. قتل أحد المتعاونين عشرات المتظاهرين وألقى بجثثهم في نهر السين.

حث تقرير بتكليف من الرئيس من المؤرخ بنيامين ستورا في وقت سابق من هذا العام على إنشاء لجنة لتقصي الحقائق بشأن الحرب الجزائرية لكن ماكرون استبعد إصدار أي اعتذار رسمي.
وبينما يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل، فإنه يشعر بالقلق من تقديم الذخيرة لخصوم اليمين المتطرف مارين لوبان وإريك زمور.