انتشار الجماعات المسلحة في طرابلس وسط قرار تأجيل الانتخابات الليبية

بوابة أوكرانيا -كييف- 22 ديسمبر 2021- قال شهود ووسائل إعلام محلية إن جماعات مسلحة انتشرت، الثلاثاء، في ضواحي العاصمة الليبية، فيما تنتظر البلاد تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في غضون ثلاثة أيام.
وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت، صباح الثلاثاء، دبابة وشاحنات صغيرة محملة بمدافع رشاشة في منطقة فورناج، بالقرب من الحرم الجامعي، حيث أغلقت بعض الطرق بأكوام من أكياس الرمل يحرسها مسلحون.
قال سكان إن المدارس وجامعة طرابلس أغلقت كإجراء احترازي لكن لم تكن هناك معارك.
وتأتي هذه التعبئة في الوقت الذي ينتظر فيه الليبيون الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة.
ويهدف التصويت إلى إنهاء عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بهدف تجاوز الدولة الواقعة في شمال إفريقيا عقدًا من الصراع منذ ثورة 2011.
لكن العملية الانتخابية قوضت بسبب الانقسامات حول أساسها القانوني وترشيحات الشخصيات المثيرة للانقسام.
ولم يعلن أي حزب رسميًا عن تأجيل الانتخابات. لكن يُنظر إلى هذا على نطاق واسع على أنه نتيجة محتومة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى صعوبة إجراء تصويت حر ونزيه نظرًا للوضع الأمني الهش على الأرض.
أفاد مراسل وكالة فرانس برس، أنه تم بعد ظهر الثلاثاء فتح الطرق في طرابلس التي كانت مغلقة، وخرج عدد أقل من المسلحين في الشوارع.
وقالت جميلة رزق الله، الأستاذة في الجامعة، لوكالة فرانس برس إن “المعلمين والموظفين والطلاب طُلب منهم إخلاء الحرم الجامعي والمغادرة على الفور. توقفت المحاضرات وأغلقت الجامعة بسبب التوترات الأمنية ”في منطقتي عين زارة وفورنج المجاورتين.
ولم تعلق حكومة الوحدة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها – والتي تولت السلطة في مارس / آذار بتفويض لنقل البلاد إلى الانتخابات – على الفور على التطورات.
وانتشرت جماعات مسلحة أيضا في شوارع طرابلس الأسبوع الماضي بعد أن أقالت حكومة الوحدة عبد الباسط مروان المسؤول العسكري الكبير المدعوم من عدة جماعات مسلحة قوية في طرابلس.
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها بشأن الانتشار المسلح، محذرة من أن مثل هذه التعبئة “تخلق توترات وتزيد من مخاطر الاشتباكات التي قد تتحول إلى صراع”.
ودعت في بيان إلى حل أي خلافات من خلال الحوار، “لا سيما في هذه المرحلة عندما يمر البلد بعملية انتخابية صعبة ومعقدة ينبغي أن تؤدي إلى انتقال سلمي”.
تخضع العاصمة الليبية لسيطرة مجموعة من الجماعات المسلحة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.
وشهدت البلاد عقدًا من العنف منذ انتفاضة 2011 التي دعمها الناتو والتي أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي وقتلته. ملأ عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة والقوات الأجنبية والمرتزقة الفراغ.
كانت ليبيا هادئة نسبيًا منذ وقف إطلاق النار التاريخي بين المعسكرين الشرقي والغربي في أكتوبر 2020، ولكن على الرغم من الآمال الكبيرة في السلام، كافحت الأمم المتحدة للتغلب على الانقسامات العميقة والمعقدة في البلاد.