بوابة أوكرانيا – كييف – 28 مارس 2022- أصدرت حركة طالبان قرارًا لشركات الطيران في أفغانستان بمنع النساء من الطيران ما لم يرافقهن محرم، في أحدث حملة على حقوق الإنسان الأساسية من قبل حكام البلاد الجدد منذ استيلائهم على السلطة.
وفرض الإسلاميون المتشددون قيودا كاسحة على الحريات، استهدفت في الغالب الفتيات والنساء الأفغانيات، وأصدروا أيضًا قرارًا للقنوات التلفزيونية المحلية بوقف بث نشرات أخبار البي بي سي.
كما أصدروا مرسوماً يقضي بعدم السماح للرجال والنساء بزيارة الحدائق في العاصمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد العودة إلى السلطة، وعدت طالبان بنسخة أكثر ليونة من الحكم القاسي الذي اتسمت به الفترة الأولى في السلطة، من عام 1996 إلى عام 2001، لكن القيود عادت إلى الوراء، وغالبًا ما يتم تنفيذها على المستوى الإقليمي بناءً على نزوة المسؤولين المحليين.
ويتم إقصاء النساء بشكل متزايد من الحياة العامة، فهم ممنوعون من التعليم ومعظم الوظائف الحكومية، ويأمرن بارتداء الملابس وفقًا لتفسير طالبان الصارم للقرآن.
وبناءً على أحدث حملة قمع لها، أمرت طالبان الخطوط الجوية الأفغانية أريانا الأفغانية وكام إير بمنع النساء من الصعود على متن الرحلات الجوية ما لم يرافقهن “محرم” أو قريب ذكر بالغ.
وقال مسؤولون في الطيران إن القرار اتخذ بعد اجتماع يوم الخميس بين ممثلين عن طالبان وشركتي الطيران وسلطات الهجرة بمطار كابول.
جاء في رسالة كتبها مسؤول كبير في الخطوط الجوية الأفغانية أريانا إلى موظفيه، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها: “لا يُسمح للسيدات بالسفر على متن أي رحلة جوية محلية أو دولية بدون قريب ذكر”.
ونفى متحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسؤولي تطبيق الدين التابعين لطالبان، الأمر بحظر الطيران، لكن اثنين من وكلاء السفر اتصلت بهما وكالة فرانس برس أكدا توقفا عن إصدار تذاكر للمسافرات بمفردهن، ولم يتضح ما إذا كان القرار سيؤثر على الأجانب، على الرغم من أن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن امرأة أفغانية تحمل جواز سفر أمريكي مُنعت من السفر الأسبوع الماضي، وقالت إحدى ركاب الرحلة: “لم يُسمح لبعض النساء اللواتي كن يسافرن بدون قريب ذكر بالصعود على متن رحلة كام إير من كابول إلى إسلام أباد يوم الجمعة”، ولقد حظرت حركة طالبان بالفعل الرحلات البرية بين المدن للنساء بمفردهن، لكنهن حتى الآن يتمتعن بحرية السفر.
وجاء حظر الطيران في الوقت الذي أمرت فيه نائب الوزارة بعدم زيارة الرجال والنساء للحدائق في كابول في نفس الأيام.
وقال إشعار للوزارة إنه لا يُسمح للنساء الآن بزيارة المتنزهات إلا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، في حين أن الأيام المتبقية محجوزة للرجال.
وقال محمد يحيى عارف المسؤول في الوزارة “ليس الأمر بأمر الإمارة الإسلامية بل أمر الله بألا يجتمع الرجال والنساء الغرباء عن بعضهم في مكان واحد”.
ويأتي القيد الجديد على النساء بعد إغلاق الأربعاء لجميع المدارس الثانوية للبنات بعد ساعات فقط من السماح لهم بإعادة فتح أبوابها للمرة الأولى منذ أغسطس، حيث توافد عشرات الآلاف من الفتيات على الصفوف، لكن المسؤولين أمروهن بالعودة بعد ساعات من اليوم، مما أثار غضبًا دوليًا.
وقالت مصادر طالبان إن القرار اتخذ بعد اجتماع مغلق لقادة الحركة الأسبوع الماضي في قندهار، مركز القوة الفعلي للجماعة.
وحذرت العديد من الناشطات الأفغانيات من احتجاجات على مستوى البلاد إذا لم تفتح المدارس في غضون أسبوع.
وقالت رينا أميري، المبعوثة الأمريكية الخاصة إلى أفغانستان، إن قمع النساء والفتيات الأفغانيات ليس بديلاً عن الحكم.
وقالت على تويتر: “اخلقوا ثقافة الأمل بدلاً من ثقافة الخوف”.
يبدو أيضًا أن طالبان قد وضعت أنظارها على شبكات الإعلام المحلية، التي ازدهرت في ظل الأنظمة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة.
وأمرت السلطات شركاء تلفزيون بي بي سي في أفغانستان بوقف بث نشرات الأخبار باللغات الباشتو والفارسية والأوزبكية.
وقال المتحدث باسم الحكومة إنعام الله سمنغاني “بما أن القنوات التلفزيونية الأجنبية تبث من الخارج، فإن الإمارة الإسلامية لا تستطيع التحكم في محتوياتها”، أمرت حركة طالبان بالفعل الصحفيات العاملات في شبكات التلفزيون الأفغانية بارتداء الحجاب، ومنعت القنوات من بث الأعمال الدرامية الأجنبية.
برنامج الصواريخ الروسي كالذبابة صوت دون قوة
الزعيم الروسي فلاديمير بوتن لديه رؤية مشوهة بشأن قدرات القوات المسلحة الروسية، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة الصاروخية الحديثة جاء هذا...
