الأسواق اللبنانية تراقب الإجراءات الجادة للسيطرة على صرف الدولار

الأسواق اللبنانية تراقب الإجراءات الجادة للسيطرة على صرف الدولار

الأسواق اللبنانية تراقب الإجراءات الجادة للسيطرة على صرف الدولار

بوابة اوكرانيا – كييف – 28 مايو 2022 – واصل سعر صرف الدولار تراجعه في السوق السوداء في لبنان، اليوم السبت، ليسجل 27650 ليرة مقابل الدولار، بانخفاض 11 ألف ليرة في أقل من 18 ساعة.

وكان التراجع وسيلة لتهدئة غضب الناس وتهدئة الأسواق قبل أيام قليلة من انعقاد البرلمان المنتخب حديثًا يوم الثلاثاء لانتخاب رئيس ونائب رئيس واللجان البرلمانية.

وقالت الكتلة الوطنية اللبنانية إن رئيس مجلس النواب نبيه بري ركز على تجديد ولايته فيما كانت البلاد تسابق ما وصفته بـ «الانهيار الكبير» والقطاع الصحي يحذر من الانهيار الوشيك للمستشفيات.

ومن المتوقع أن يفوز بري بإعادة انتخابه للمرة السادسة على الرغم من معارضة الأحزاب المسيحية والكتل النيابية المعارضة.

ويجب أن يحصل بري على حوالي 60 صوتًا من أعضاء كتلته ونواب حزب الله ونواب حلفائه، أي أقل بكثير من 98 صوتًا من أصل 128 حصل عليها في البرلمان السابق.

وقال مراقب سياسي، إن منصب نائب رئيس البرلمان، المخصص لنائب أرثوذكسي، كاد أن يكون النائب الياس بو صعب من كتلة التيار الوطني الحر، رغم رفض الكتلة التصويت لبري كرئيس.

وتجاوز سعر صرف الدولار، الجمعة، 38 ألف جنيه، الأمر الذي أحدث فوضى غير مسبوقة في كافة القطاعات، وأدى إلى غضب شعبي.

وبدأ سعر الدولار في الانخفاض بسرعة بعد أن أعلن محافظ البنك المركزي رياض سلامة، الجمعة، أن الأفراد والمؤسسات يمكنهم شراء الدولار من البنوك بسعر الصيرفة بشكل يومي.

وشهدت الأسواق التجارية حالة من الصدمة يوم السبت. توقفت بعض المتاجر عن بيع البضائع لأنها تنتظر لمعرفة ما إذا كان سعر الدولار سيستقر في بداية الأسبوع المقبل.

من جانبها قالت موظفة في شركة خاصة إنها حولت راتبها بالليرة اللبنانية عندما كان سعر الدولار في ذروته يوم الجمعة، خشية أن يفقد المزيد من قيمته إذا احتفظت بالمبلغ بالليرة اللبنانية.

ومع ذلك، صدمتها الانخفاض الكبير في سعر الصرف بمقدار 10000 ليرة لبنانية ليلة الجمعة، حيث انخفضت قيمة راتبها بشكل كبير.

وقدر وزير المالية يوسف خليل حجم التبادل في السوق السوداء بـ 5 ملايين دولار في اليوم.

وأوضح أن حجم التداول على منصة صيرفة يتجاوز عشرات الملايين من الدولارات يوميا.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، إن البنك المركزي يتدخل في السوق لامتصاص المعروض النقدي بالليرة اللبنانية لمنع المضاربة ولتقليص الهامش في السوق المالية -منصة الصيرفة- حيث تجاوز المعدل 12 ألف ليرة لبنانية.

واكد على إن هذا الإجراء قد يكون مؤقتًا، ويساهم في خفض سعر الدولار، لكنه أضاف: “ما يهم هو الاستدامة”.

وأشار أبو سليمان إلى أن “محاربة المضاربة لا تتم من خلال هذه الإجراءات، بل من خلال منصة مركزية تحد من التداول في عمليات الشراء والبيع”.

وطلب محافظ البنك المركزي من البنوك إبقاء فروعها وصناديقها مفتوحة حتى الساعة 6 مساءً لمدة ثلاثة أيام متتالية اعتبارًا من يوم الاثنين لتلبية طلبات المواطنين لشراء الدولار بسعر الصيرفة.

ولفتت الكتلة الوطنية اللبنانية إلى أن تعاميم المحافظ تؤجل “التفجير لأيام قليلة”.

ويرى التكتل أن “سيناريو الانهيار كان يمكن تفاديه لو تم تطبيق الإصلاحات اللازمة لإعادة هيكلة الدين والقطاع المصرفي، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات اللازمة لتوحيد سعر الصرف وتعزيز الرقابة الإدارية والقضائية”.

واعتقدت الكتلة أيضًا أنه كان من الممكن تجنبها إذا لم تنتظر حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي حتى جلستها الأخيرة لاقتراح خطة الإنقاذ المالي في محاولة للالتفاف على الشعب والمجتمع الدولي، بينما كانت طوال فترة ولايتها منشغلة بالحماية. الكارتلات والمصرفيين.

وأضافت أن “الحل هو انتخاب الهيئات واللجان النيابية خلال الأسبوع المقبل وبدء المشاورات الانتخابية لتشكيل حكومة إنقاذ لا تتبنى التخصيص الطائفي”.

ودعا إلى تنفيذ الإصلاحات المالية التي طلبها صندوق النقد الدولي وصياغة خطة متكاملة لتقوية الاقتصاد.