بوابة أوكرانيا – كييف – 19 يوليو 2022- عرضت الإمارات اليوم الاثنين تسليم زيت الديزل إلى فرنسا وسط مخاوف من أن روسيا ستوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا ردا على العقوبات الغربية على غزو أوكرانيا.
وجاءت الخطوة الجديدة بعد محادثات في باريس بين رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الشيخ محمد: “إن التعاون في مجالات الطاقة بجميع أنواعها أمر بالغ الأهمية، والإمارات العربية المتحدة ملتزمة بدعم أمن الطاقة لجميع الناس، وخاصة فرنسا”.
ووصل الشيخ محمد إلى باريس اليوم في أول زيارة رسمية له خارج منطقة الخليج منذ توليه منصبه في مايو.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) في وقت سابق إنه تم استقباله في قصر الإليزيه في حفل رسمي للقاء ماكرون ومناقشة العمل المشترك في مجالات “الطاقة المستقبلية وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة” والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
كما وقع مسؤولون من البلدين اتفاقية استراتيجية أوسع للتعاون في قطاع الطاقة. وقالت الحكومة الفرنسية إن الشراكة تهدف إلى تحديد مشاريع استثمارية مشتركة في فرنسا أو الإمارات أو أي مكان آخر في قطاعات الهيدروجين والطاقة المتجددة والنووية.
وقالت “في سياق الطاقة الحالي غير المؤكد، ستمهد هذه الاتفاقية الطريق لإطار عمل مستقر طويل الأجل للتعاون، مما يفتح الطريق أمام عقود صناعية جديدة”.
وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي الرئاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، إن الدولة “مصممة على أن تظل شريكًا موثوقًا ومصدرًا للطاقة”. قال: “لقد بعنا نفطنا إلى الشرق الأقصى لمدة 40 عاما، ونحن الآن نوجهه نحو أوروبا في وقت الأزمة هذا”.
وتستعد دول الاتحاد الأوروبي لإغلاق الغاز الروسي وسط ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم المتفشي وأزمة غلاء المعيشة في الكتلة المكونة من 27 دولة.
وقطعت روسيا بالفعل أو خفضت إمدادات الغاز إلى عشرات الدول الأوروبية. تم إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 العملاق بين روسيا وألمانيا الأسبوع الماضي للصيانة وهناك مخاوف من عدم استئناف التدفقات.
هذا ويتدافع القادة لملء صهاريج التخزين تحت الأرض لتجنب أزمة طاقة شتوية. يزور رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الجزائر، ومن المتوقع توقيع اتفاقات لزيادة إمدادات الغاز من هناك إلى إيطاليا يوم الثلاثاء.
ودعا ماكرون الأسبوع الماضي إلى تحول أسرع نحو مزارع الرياح البحرية والمزيد من التعاون الأوروبي في مجال الطاقة عبر الحدود “بينما نعد أنفسنا للسيناريو حيث يتعين علينا الذهاب بدون كل الغاز الروسي”.
تعود العلاقات بين البلدين إلى تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة، حيث انخرطت بعض شركات البترول الفرنسية، مثل شركة توتال، في التنقيب عن النفط في الإمارات، وتوطدت هذه العلاقات بعد الزيارة الأولى للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان. آل نهيان إلى فرنسا عام 1976.
وتعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة. وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو بنهاية 2020 بينما تحتل الإمارات المرتبة 35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا.
قال قرقاش يوم الجمعة إن قرار الشيخ محمد القيام بأول زيارة رسمية له إلى فرنسا “قرار واعٍ يعترف بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ولكنه يعترف أيضًا بإمكانية تعاون ونمو أكبر مع فرنسا”.