هجوم مسلح جديد في القدس الشرقية بعد إطلاق نار في كنيس يهودي

بوابة اوكرانيا – كييف – 29 كانون الثاني 2023 – قال مسعفون إسرائيليون إن مهاجما أطلق النار على شخصين وأصيب شخصين في القدس الشرقية يوم امس السبت، بعد ساعات من مقتل مسلح فلسطيني سبعة خارج كنيس يهودي في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ سنوات.
وقالت الشرطة إن المشتبه به تم “تحييده” في أعقاب الهجوم المسلح الأخير في حي سلوان، خارج مدينة القدس القديمة المحاطة بالأسوار.
حددت خدمة الاستجابة لحالات الطوارئ في نجمة داود الحمراء الإسرائيلية الضحايا بأنهما رجلين يبلغان من العمر 47 و 23 عامًا، وكلاهما مصاب “بأعيرة نارية في الجزء العلوي من الجسم”. ولم تحدد هوية المتورطين.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم امس السبت إن رد إسرائيل على هجوم مسلح فلسطيني أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على مشارف القدس سيكون “قويا وسريعا ودقيقا”.
وأدلى نتنياهو بهذا التصريح أثناء اجتماعه لمجلس الوزراء المصغر بشأن هجوم الجمعة.
وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق عن اعتقال 42 شخصا فيما يتعلق بهجوم الكنيس الذي وقع يوم الجمعة.
ووقع إطلاق النار الجماعي عندما توجه شاب يبلغ من العمر 21 عامًا من سكان القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بسيارته إلى الكنيس في حي نيفي يعقوب وأطلق النار خلال يوم السبت اليهودي.
كان إراقة الدماء، التي اندلعت في اليوم الدولي لإحياء ذكرى المحرقة، بمثابة تصعيد دراماتيكي آخر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
جاء ذلك بعد يوم من واحدة من أعنف غارات الجيش في الضفة الغربية المحتلة منذ نحو عقدين، وكذلك إطلاق صواريخ من نشطاء في قطاع غزة وضربات جوية إسرائيلية انتقامية.
هناك دعوات واسعة النطاق لوقف تصعيد العنف المتصاعد، لكن التوترات تتصاعد.
صاحت الحشود “الموت للعرب” بينما كان نتنياهو يقوم بجولة في مكان هجوم الكنيس في وقت متأخر من يوم الجمعة.
كما نظم الفلسطينيون مسيرات عفوية للاحتفال بعمليات القتل في غزة وفي أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك رام الله حيث جابت حشود كبيرة في الشوارع مرددين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية.
أدانت العديد من الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل – بما في ذلك مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة – إطلاق النار على الكنيس.
وأشادت جماعة حزب الله اللبنانية، أحد أبرز أعداء إسرائيل، بالهجوم ووصفته بأنه “بطولي”، معربة عن “دعمها المطلق لجميع الخطوات التي تتخذها فصائل المقاومة الفلسطينية”.
قُتل المسلح في الكنيس برصاص الشرطة خلال تبادل لإطلاق النار أعقب مطاردة قصيرة بالسيارات بعد الهجوم.
ولم يكن هناك ما يشير إلى تورطه مسبقًا في نشاط عسكري أو أنه كان عضوًا في جماعة فلسطينية مسلحة قائمة.
وجاء في بيان للشرطة أن “عناصر شرطة محافظة القدس وشرطة الحدود اعتقلوا 42 مشتبهاً – بعضهم من عائلة (المباشرين) الإرهابي وأقاربه و (جيرانه)”.
وأضاف البيان أن “الشرطة ستفحص بدقة العلاقة بين كل من المشتبه بهم المعتقلين والإرهابي الذي نفذ الهجوم، بالإضافة إلى مدى معرفتهم و / أو مشاركتهم”.
وقالت الشرطة في بيان منفصل إن القوة وُضعت على “أعلى مستوى” من التأهب في أعقاب الهجوم.
ضمت إسرائيل القدس الشرقية بعد حرب الأيام الستة عام 1967. يطالب الفلسطينيون بأن المنطقة هي عاصمة دولتهم المستقبلية.
ووصف قائد الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، إطلاق النار بأنه “أحد أسوأ الهجمات التي تعرضت لها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة”.
وقتل تسعة اشخاص يوم الخميس فيما وصفته اسرائيل بعملية “مكافحة الارهاب” في مخيم جنين للاجئين.
كانت واحدة من أعنف غارات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ الانتفاضة الثانية، أو الانتفاضة الفلسطينية، من 2000 إلى 2005.
وقالت إسرائيل إن نشطاء الجهاد الإسلامي هم المستهدفون.
وتعهدت كل من الجهاد الإسلامي وحماس بالرد، وأطلقت في وقت لاحق عدة صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
وقد اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الصواريخ. ورد الجيش بضربات على أهداف لحماس في غزة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أي من الجانبين لكن الجماعات المسلحة في غزة تعهدت بمزيد من العمل.
بعد إطلاق النار على الكنيس، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن الهجوم أثبت “أن المقاومة تعرف كيف تجد الرد المناسب” على “الجرائم” الإسرائيلية.
كانت واشنطن قد أعلنت يوم الخميس أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين سوف يسافر الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث سيدفع من أجل “إنهاء دورة العنف”.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن الزيارة ستمضي قدما وقال إن بلينكين سيناقش “الخطوات التي يتعين اتخاذها لتهدئة التوترات”.
قُتل ما لا يقل عن 26 إسرائيليًا و 200 فلسطيني في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية في عام 2022، معظمهم في الضفة الغربية، وفقًا لإحصاء لوكالة فرانس برس من مصادر رسمية.