المئات يتظاهرون في أكبر احتجاج بجنوب سوريا منذ أسابيع

بوابة أوكرانيا-كييف-ا أيلول 2023- تظاهر مئات السوريين اليوم الجمعة في مدينة السويداء الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة، في أكبر موجة من المظاهرات المكثفة الناجمة عن الصعوبات الاقتصادية، بحسب ما أفاد ناشطون وشهود لوكالة فرانس برس.
بدأت الاحتجاجات في محافظة السويداء، معقل الأقلية الدرزية في البلاد، بعد أن أنهت حكومة الرئيس بشار الأسد دعم الوقود الشهر الماضي، مما وجه ضربة قوية للسوريين الذين يعانون من الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة.
وقال ريان معروف، الناشط في موقع السويداء 24، إن “اليوم كانت أكبر مظاهرة ضد النظام في السويداء”.
وأظهرت اللقطات التي نشرتها وسائل الإعلام رجالا ونساء يلوحون بالعلم الدرزي متعدد الألوان.
وهتفوا “هيا ارحل بشار!” إلى جانب الشعارات الأخرى المستخدمة خلال الانتفاضة السورية عام 2011، والتي قمعتها الحكومة، مما أدى إلى إغراق البلاد في الحرب.
وقال معروف إن ما يصل إلى 2000 متظاهر تجمعوا في ساحة الكرامة بالسويداء، مضيفا أن “هذه أرقام غير مسبوقة”.
وقدم شاهدان، أحدهما أحد المتظاهرين، لوكالة فرانس برس نفس التقديرات. وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف أمنية.
وقال المتظاهر إنها “المرة الأولى التي يتجمع فيها هذا الحشد الكبير للاحتجاج ضد بشار الأسد”.
وقال إن بعض الناس تدفقوا من الريف لحضور التجمع.
ولقوات الأمن السورية وجود محدود في المحافظة.
وظل الدروز، الذين كانوا يشكلون أقل من ثلاثة في المئة من سكان سوريا قبل الحرب، خارج الصراع إلى حد كبير، وغضت دمشق الطرف عن رجال من الأقلية يرفضون أداء الخدمة العسكرية الإجبارية.
وقد نجت السويداء إلى حد كبير من القتال، ولم تواجه سوى هجمات جهادية متفرقة، وتم صدها.
لكن الاحتجاجات على تدهور الأوضاع الاقتصادية تندلع بشكل متقطع في السويداء منذ عام 2020.
كما تجمع العشرات، الجمعة، في بصرى الشام بمحافظة درعا المجاورة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام درعا24.
وكانت محافظة درعا مهد الانتفاضة السورية عام 2011، وشهدت اندلاع مظاهرات متفرقة ولكن صغيرة في الأيام الأخيرة.
فقدت العملة السورية، الليرة، معظم قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ عام 2011، في حين أدت العقوبات الغربية إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية في البلاد.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد وقع معظم السكان في براثن الفقر.
وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص منذ اندلاعها في عام 2011 وسرعان ما تصاعدت إلى صراع مميت جذب القوى الأجنبية والمتمردين الجهاديين.