البطريرك الماروني يحذر من “توسيع” حرب غزة إلى لبنان

بوابة اوكرانيا – كييف في 1 يناير 2024- أدان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي محاولات جماعة حزب الله اللبنانية ربط صراعها على الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان بالحرب في غزة.

ودعا الراعي في خطبة الأحد أيضا إلى إزالة منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله “المزروعة بين المنازل في البلدات الحدودية اللبنانية”، محذرا من أن وجود مثل هذه الأسلحة “يستدعي ردا إسرائيليا مدمرا”.

وجاء خطاب البطريرك في اليوم الأخير من عام 2023 في الوقت الذي تبادل فيه مقاتلو حزب الله والقوات الإسرائيلية إطلاق النار مرة أخرى في المناطق الحدودية.

وحذر الراعي من امتداد الصراع (في غزة) إلى جنوب لبنان، ودعا إلى حماية المواطنين اللبنانيين، قائلا إنهم “لم يتعافوا بعد من الحرب اللبنانية الكارثية”.

وقال: “لم يعد بوسعنا أن نجد كلمات لإدانة حرب إسرائيل المتغطرسة والمتفاخرة بأسلحتها المتطورة على أهل غزة، بمن فيهم أطفالها ونسائها وشيوخها، في منازلهم الآمنة ومستشفياتهم ومساجدهم وكنائسهم.

“إننا نوجه إدانة كبيرة تجاه المجتمع الدولي الصامت. وتعتقد إسرائيل أن بإمكانها سحق القضية الفلسطينية وإنهاء المطالبة بحل الدولتين وعودة اللاجئين إلى أراضيهم من خلال هذه الحرب.

ولكننا نقول إن الظلم يولد الظلم، والحرب تولد الحرب؛ العدالة تأتي من خلال السلام”.

ونشر حساب على الإنترنت، السبت الماضي، صوراً لقاذفتي صواريخ في حقل زيتون على أطراف بلدة رميش الحدودية ذات الأغلبية المسيحية، وحذر من “أي عمل يهدد سلامة السكان ويعرضهم لخطر داهم”.

وقال التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، في تدوينة له، إن رميش “لم يعترض على تحرك المقاومة اللبنانية على أطرافه الحدودية، بل اعترض على أي محاولة لتعريض رميش وأهله للخطر”.

وأضاف التيار الوطني الحر: “الأخطر أننا لا نعرف من زرع القاذفة.

هل هي المقاومة الإسلامية اللبنانية أم سرايا القدس أم حماس أم إحدى الفصائل المسلحة التي تكرر استخدام الأراضي الجنوبية لتنفيذ عمليات لتحقيق أهداف غير قضية الجنوب؟

“نرفض بشدة المقاومة المجهولة مجهولة المصادر والأهداف”.

وأكد الأب نجيب العامل، كاهن رعية البلدة، أن وحدة من الجيش اللبناني قامت بتفكيك منصات الإطلاق.

واصل الجيش الإسرائيلي هجماته بالطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة على بلدات لبنانية في القطاع الغربي، وأغار على أطراف بلدة علما الشعب باتجاه اللبونة والناقورة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف البنية التحتية لحزب الله ومواقع عسكرية في رامية بغارات جوية.

وبينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه “إذا لم يتحقق السلام على الجبهة الشمالية عبر السياسة، فإننا سنحققه عبر الحرب”، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه يجب على إسرائيل وقف حرب غزة من أجل السلام. وقف القتال في لبنان.

كما حذر قاسم من أن المزيد من القصف على المدنيين في لبنان “يعني أن الرد سيكون أقوى ومتناسب مع العدوان الإسرائيلي”.

وقال حزب الله، الأحد، إنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، من بينها حنيتا، التي “تعرضت لقصف مباشر”.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في الجليل الأعلى والجليل الغربي.

وخلال الـ 48 ساعة الماضية، أعلن حزب الله عن مقتل المزيد من مقاتليه، بما في ذلك بعضهم الذين قتلوا في سوريا.

ومن بين القتلى في جنوب لبنان علي أحمد سعد، أستاذ الكيمياء في المدرسة الثانوية، الذي توفي عندما ضربت قذيفة منزله في بلدة بنت جبيل الحدودية.

ووجه وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي التحية إلى سعد، قائلا إن “هذا الشاب المثالي كرس نفسه للأرض والدفاع عن تراب لبنان وكرامته ضد عدو لا يرحم ولا يتورع عن سحق المدنيين وهدم المدارس والمستشفيات”. ودور العبادة فوق رؤوس الأبرياء في فلسطين ولبنان”.

وناشد الحلبي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “حماية المؤسسات التعليمية والمدنيين الأبرياء من ويلات الحرب والدمار، والضغط لوقف الحرب التي تسحق غزة وتقتل أهلها وتبتلي لبنان يوميا وتحصد الشهداء”. وهدم المنازل”.

وقال الشيخ نعيم قاسم إن إسرائيل “تسعى إلى إظهار أنها قادرة على إبعاد حزب الله والمقاومة عن الجنوب حتى يطمئنوا، حتى في منتصف المعركة.

«نقول لهم: إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بفرض خياراتها؛ فالمقاومة في وضع يمكنها من الرد على العدوان ورفض ترسيخ المشروع الإسرائيلي ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة ولبنان والمنطقة.

وجاء رد حزب الله بعد يوم واحد من تحذير اللواء أرولدو لازارو، رئيس بعثة اليونيفيل وقائد القوة، من أن “احتمال حدوث تصعيد أكبر في الجنوب قائم دائمًا”.

وأضاف أن “احتواء الصراع إلى حد كبير في المناطق القريبة من الخط الأزرق هو علامة على أن الأطراف لا تريد التصعيد، ولكن هناك دائما خطر سوء التقدير، واليونيفيل تعمل جاهدة لتجنب هذه النتيجة”.