خلاف بين النواب اللبنانيين أثناء مناقشة مشروع الموازنة في البرلمان

بوابة اوكرانيا – كييف في24 يناير 2024 – اندلعت مناقشة برلمانية حول مشروع ميزانية لبنان لعام 2024 يوم امس الأربعاء، حيث اتهم النواب الحكومة بـ “تجويع المواطنين” وتعزيز الفساد.

بدأت الجمعية العامة للبرلمان مناقشة الميزانية بعد أن تم تعديل النسخة الأولية للحكومة بشكل جذري من قبل لجنة المالية والموازنة.

وشهد افتتاح الجلسة، التي تم بثها على الهواء مباشرة وحضرها أعضاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، جدلا حادا.

وطلب نحو 40 نائبا من أصل 128 الكلمة، مما كشف عن انقسامات برلمانية عميقة.

نشبت مشادة بين النائب الإصلاحي ملحم خلف ورئيس مجلس النواب نبيه بري. واعترض خلف على إقرار التشريع في غياب رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي أثر على لبنان منذ أكثر من 15 شهرا، مطالبا بتحويل الجلسة إلى مناظرة انتخابية رئاسية.

وخرج النائب من القاعة محذراً: «لن أخالف الدستور».

كما وقع خلاف آخر بين النائب علي حسن خليل (حركة أمل) والنائب الإصلاحي فراس حمدان. ووصف خليل حمدان بـ”التافه”، ووصف كتلة النواب الإصلاحيين بـ”عصابة المافيا”.

رداً على ذلك، اتهمت النائبة الإصلاحية بولا يعقوبيان خليل بالنفاق، قائلة: “أنت مطلوب للعدالة في قضية انفجار المرفأ، وتتحدث عن المافيات”.

قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، إن مشروع الموازنة “يفتقر للرؤية الاقتصادية والاجتماعية، ولا تتوفر فيه تخصيصات كافية للنفقات الرأسمالية، ويتميز بالعشوائية في إدخال الضرائب والرسوم، وكذلك في بعض التخصيصات”.

وأضاف: “اللجنة المالية رفضت المواد المتعلقة بالتعديلات الضريبية واستحداث ضرائب ورسوم جديدة، متذرعة بالمخالفات الدستورية”.

وقال كنعان: إن غياب الرؤية يتزامن مع غياب وحدة المعايير في التعديلات المقترحة على الرسوم القائمة.

وأضاف: «تم رفع بعض الرسوم عشرة أضعاف، مثل رسوم المرور، والبعض الآخر شهد زيادة بمقدار 40 ضعفاً، مثل رسوم الطابع المالي، والبعض الآخر 180 ضعفاً، مثل الرسوم على المشروبات الكحولية المنتجة محلياً».

“قامت اللجنة المالية بحذف المادة العاشرة التي كانت تسمح بتغطية فوائد القروض التنموية بعد أن تبين مدى المحسوبية في عملية تخصيص القروض. وكان حاكم مصرف لبنان هو الشخص الوحيد الذي أبلغ عن ذلك. هناك نقص في المعرفة بشأن المستفيدين وتفاصيل القروض المدعومة”.

وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب: “لو لم نناقش هذه الموازنة لرجعنا إلى موازنة 2022”.

وقال مصدر مالي لـ”عرب نيوز”: “مشروع الموازنة الذي وضعته حكومة تصريف الأعمال اعتمد على الضرائب، والإيرادات مخفية في المشروع، وهذا يسمح بالهدر والفساد”.

وأضاف المصدر: “تصل نفقات الدولة إلى 2 مليار دولار سنوياً، معظمها رواتب موظفي الدولة والهيئات العسكرية والخدمات العامة. وذلك لأن لبنان توقف عن سداد ديونه الخارجية واقتصر نفقاته على الإمدادات الأساسية. ولذلك فإن إيرادات منشآته، وخاصة المرفأ على سبيل المثال، يمكن أن تغطي هذه النفقات”.

وحذر رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان، خلال المناقشة، من أن مشروع الموازنة سيفشل في “تسوية مشاريع القوانين”، وأن “الحسابات لم تكتمل في الآجال المحددة”.

وسلط عدوان الضوء على “أزمات غياب المساءلة، والعبء الذي يشكله لجوء السوريين إلى لبنان، وعدم استقلال القضاء، وعدم رؤية أي قاض يتم استجوابه في ملف حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة”.

وحذر من أن مشروع الوثيقة سينتج عنه «67 بالمئة من الضرائب تؤثر على عامة الناس ونسبة قليلة فقط على الأثرياء».

وقال النائب جميل السيد: إن “هذه الموازنة تسعى إلى أخذ الأموال من جيب المواطن، ونحن جثة على قارعة الطريق والدولة جثة على طريق التفكك”.

واستغل النائب عن حزب الله حسن فضل الله المناقشة لتحويل الانتباه إلى العنف على الحدود الجنوبية للبنان.

وقال: “كانت إسرائيل تجهز لضربة استباقية على لبنان قبل طوفان الأقصى. ويلتزم حزب الله بحق الدفاع عن النفس وحق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال، بحسب البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة.

ووصف النائب المعارض ميشال معوض الموازنة بأنها مشروع “تجويع المواطن وضرب القطاع الخاص الشرعي لصالح رواد التهريب”.

وقال إن الوثيقة كانت “ميزانية ضرب موظفي القطاع العام ومؤسسات الدولة لصالح الزبائنية”.

وردا على تصريح فضل الله بشأن الجنوب، قال معوض: “الحرب يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة في أي لحظة. وهذا سيدمر لبنان كله، ويبقى اللبنانيون غير قادرين على تحديد مصيرهم”.

وفي سبتمبر/أيلول، وافقت حكومة تصريف الأعمال على مشروع موازنة 2024. وقال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حينها إن هذا هو “أول مشروع موازنة يتم إقراره في موعده وفقا للدستور منذ عام 2002”.

ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا صنفه البنك الدولي بأنه “من بين الأسوأ في العالم”، حيث فقدت العملة المحلية نحو 95 بالمئة من قيمتها.