الأمم المتحدة تحذر من “نمط” مقلق للهجمات الإسرائيلية على المنشآت الطبية في غزة

بوابة اوكرانيا- كيف- 16 فبراير 2024-أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم امس الخميس عن قلقها العميق إزاء الغارة التي شنتها القوات الإسرائيلية على مستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، بعد أقل من أسبوع من هجوم مماثل على مستشفى الأمل في المدينة نفسها.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن مثل هذه الحوادث مثيرة للقلق لأنها تعكس نمطًا من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على أهداف مدنية حيوية.
وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان: “يبدو أن الغارة جزء من نمط من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية الأساسية المنقذة للحياة في غزة، وخاصة المستشفيات”.
وداهمت إسرائيل مستشفى ناصر، أكبر منشأة رعاية صحية لا تزال تعمل في القطاع، يوم الخميس. وجاء الهجوم بعد حصار دام أسبوعاً انقطع خلاله الغذاء والوقود والإمدادات الطبية. وأجبرت النازحين وعائلات الطاقم الطبي الذين كانوا يحتمون في المستشفى على الفرار، حيث وصل أكثر من 2,000 شخص إلى رفح خلال الليل بينما توجه آخرون شمالًا نحو وسط غزة.
وقالت شمداساني إن القوات الإسرائيلية أمرت بنقل جميع المرضى من المستشفى، بما في ذلك المرضى في وحدات العناية المركزة والحضانة، إلى منشأة أخرى، مما يعرضهم “لمخاطر جسيمة، بما في ذلك خطر الموت بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا”. كما سلطت الضوء على التقارير التي تفيد بأن قوات الجيش تستهدف أولئك الذين يحاولون المغادرة.
وأضافت شمداساني: “لقد قام مكتبنا بتوثيق غارات مماثلة في مدينة غزة وشمال غزة ووسط غزة وخانيونس، مع عواقب وخيمة على سلامة المرضى والموظفين الطبيين وغيرهم من الموظفين، وكذلك المدنيين الذين يحتمون في هذه المرافق”.
وأضافت أنه بالنظر إلى إصابة ما يقرب من 70 ألف شخص منذ بدء النزاع في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، وتدهور نظام الرعاية الصحية في القطاع نتيجة للهجمات على المرافق الطبية والقيود المفروضة على توصيل الإمدادات الإنسانية الأساسية. وتأثير ذلك على المدنيين مروع”.
وشددت على أن المرافق الطبية تعتبر بنية تحتية محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، وأضافت: “يحق لها الحصول على حماية خاصة ويجب ألا تكون هدفًا للهجوم أو استخدامها خارج وظيفتها الإنسانية في أعمال تضر بالعدو”.
وزعم مسؤولون إسرائيليون أن مقاتلي حماس كانوا يختبئون في مستشفى ناصر ويحتجزون رهائن وجثث رهائن هناك. ورفضت حماس هذه المزاعم ووصفتها بأنها “أكاذيب”.
وقالت شمداساني: “(حتى) إذا ادعت إسرائيل أن منشأة طبية فقدت حمايتها نتيجة لاستخدامها في أعمال ضارة بالقوات الإسرائيلية، فيجب عليها مع ذلك الالتزام بمبادئ الاحتياطات والتناسب.
“وعلاوة على ذلك، يقع على عاتق إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، واجب ضمان وصيانة المرافق والخدمات الطبية في جميع الأراضي المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة.”