تمور الشنة في العلا تغذي التراث وتحافظ عليه

بوابة اوكرانيا- كييف 3 مارس 2024-في العلا وشبه الجزيرة العربية الأوسع، تقف الطريقة القديمة لتخزين وحفظ التمور، المعروفة باسم الشنة، بمثابة شهادة على التزام الناس بالحفاظ على تراثهم الثقافي والطهي.
لا تعرض شانا براعة الماضي فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في المشهد الاقتصادي والزراعي في المنطقة.
الشنة مصنوعة من جلد الأغنام أو الماعز، وهي عنصر أساسي في عملية تخزين التمر في العلا.
يتم تنظيف التمور المحصودة، وتجفيفها، وحشوها في جلد الحيوان، ثم يتم خياطتها مع سعف النخيل. ثم تُترك الشنة بالخارج لتمتص أشعة الشمس لمدة تتراوح من بضعة أشهر إلى خمس سنوات. تضمن عملية الشناه الدقيقة الحفاظ على الجودة العالية للتمور طوال الوقت.
يعد عرض عملية الشنة أحد أبرز أحداث مهرجان العلا للتمور السنوي، حيث يوفر للزوار تجربة مباشرة في حفظ التمور بهذه الطريقة الفريدة.
تماشيًا مع أهداف الرؤية السعودية 2030، تدعم الهيئة الملكية لمحافظة العلا التنمية السياحية في المحافظة. ويشمل ذلك إحياء الصناعات القديمة مثل الشنة، وإشراك المجتمع المحلي في تحقيق أهداف الهيئة.
قال عبد الهادي الصقير، خبير سعودي في زراعة وحفظ التمور ونخيل التمر، لصحيفة عرب نيوز: “تتمتع شنة بتاريخ غني يعود تاريخه إلى ما يقرب من 400 عام. وكانت هذه الطريقة القديمة بمثابة وسيلة لسكان العلا لضمان الأمن الغذائي على مدار العام.
وأضاف: “في الآونة الأخيرة، وإدراكًا لأهميته الثقافية، اتخذت الهيئة الملكية لمحافظة العلا خطوات لإحياء هذا التراث، وتعريف الجيل الجديد بالطرق القديمة للحفاظ على التمور”.
ترتبط شنه ارتباطًا وثيقًا بجغرافيا العلا وثقافتها.
وأوضح صقر أن “الشنة مصنوعة من جلود الماعز أو الأغنام، وتخضع لعملية دقيقة من التنظيف والدباغة والتحضير باستخدام مواد مثل الجير للحفاظ على مرونتها”.
في الماضي، قام أهالي العلا بتخزين محصولهم في مجموعة متنوعة من الحاويات، بما في ذلك الجصة – المصنوعة من الجير أو الجبس – والمجلد المصنوع من سعف النخيل الأخضر.
ومع ذلك، قال صقر: «إن طريقة الشنة تضفي طعمًا ونكهة فريدة على التمر، مع تجنب أي مواد غير طبيعية. حتى أن البعض يضيف نكهات مثل النعناع أو أوراق البرتقال أو الريحان لتعزيز التجربة العطرية.
تستخدم الشنة في المقام الأول لتخزين نوع محدد من التمر يعرف باسم الحلوة الحمراء (التمر الأحمر الحلو)، والذي يحتوي على نسبة منخفضة من الدبس والسكر، مما يعطي التمر لونه الأحمر المميز. تضمن عملية التخزين الطبيعية أن يحافظ تمر الشنة على طعمه الأصلي ونكهته ورائحته العطرة، خاصة عند تناوله مع زبدة الأغنام الطبيعية أو السمن.
واختتم الصقير حديثه قائلاً: “هناك جهود فردية من قبل بعض المزارعين في العلا للترويج للشنة على مدار العام، لكننا بحاجة إلى منصة تسويقية تعتمدها الهيئة أو أي من الجهات المهتمة بهذا النوع من الأغذية”.