المملكة العربية السعودية واليونسكو تعملان على جسر الثقافات من خلال الترجمة

بوابة اوكرانيا-كييف 20مارس 2024- وقع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مؤخرًا اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة لإنشاء كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات.

ووقعت الاتفاقية الأمين العام للمركز الأميرة مها بنت محمد الفيصل، والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي.

سيتم إنشاء الكرسي بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية وستديره الدكتورة منيرة الغدير.

وسوف يساعد في تلبية الحاجة المتزايدة للبحوث متعددة التخصصات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتعليم الشامل والعادل، والتنوع الثقافي. وستمهد اهتماماته المواضيعية الطريق لأبحاث مبتكرة في ترجمة الثقافات من خلال دعم التعاون بين العلماء المتخصصين في الترجمة والثقافة والتراث غير المادي والعلوم الإنسانية والذكاء الاصطناعي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وقالت الغدير: “إن كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات ينطلق بدعم سخي من هيئة الآداب والنشر والترجمة، سعياً للسير بنفس سرعة حركة الترجمة المزدهرة في المملكة العربية السعودية.

“يذكّر كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات بحركات الترجمة التي حدثت في المجتمعات المتعددة اللغات والثقافات في العصرين الأموي والعباسي، وكذلك العصر الأندلسي. وقد أشرفت هذه الفترات الحضارية على بعض أعظم مشاريع الترجمة في التاريخ، ألا وهي ترجمة الأعمال الثقافية والعلمية من لغات الشرق القديمة إلى اللغة العربية.

وأضاف الغدير: “تبلورت أيضاً العلاقات الثقافية بين دول الجنوب في هذه الفترة المبكرة، حيث انتقلت المعرفة من اليونانيين إلى العرب ثم عادت إلى أوروبا، مما ساهم في عصر النهضة وعصر التنوير. يمكننا أن نقول إن هذا السلالة الفكرية للترجمة قد غيرت العالم بطرق جوهرية.

وقال الغدير إنه لصياغة رؤية مستقبلية، سيعتمد كرسي اليونسكو على التراث الحضاري العربي القديم. وأضافت أن الكرسي ينظر إلى ترجمة الثقافات على أنها عملية مستمرة تشمل الترجمة والنقل والتواصل داخل الثقافات وفيما بينها ونشر المعرفة.

“وسوف يعيد النظر في التحولات المعرفية وكذلك استراتيجيات الترجمة والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين. ومن خلال اعتماد منظور عالمي بدلاً من منظور أوروبي، سيحتضن كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات التفكير النظري والفلسفي من مجموعة من وجهات النظر الثقافية، بالإضافة إلى التنوع الجغرافي واللغوي.

كما تم إنشاء مختبر ترجمة الثقافات. سيقوم الكيان بإنتاج أبحاث نظرية مقارنة في ترجمة الثقافات، مع التركيز على المملكة العربية السعودية والعالم العربي.

وقالت الغدير: “سوف يستكشف أيضًا التفاعلات الثقافية بين دول الجنوب العالمي فيما يتعلق بموضوعات الكرسي ولغاته المختلفة”.