ألمانيا تناقش إمكانية سحب احتياطياتها الذهبية من خزائن الولايات المتحدة

بوابة اوكرانيا – كييف 5 أبريل 2025 – تدرس ألمانيا إمكانية سحب جزء كبير من احتياطياتها الذهبية من قبو في نيويورك، بسبب المخاوف بشأن السياسات غير المتوقعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكما أشرنا، قامت برلين على مدى عقود من الزمن بتخزين 1200 طن من احتياطيها من الذهب، وهو ثاني أكبر احتياطي على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، في قبو عميق تحت الأرض في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في مانهاتن.

ويناقش مسؤولون كبار من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي من المقرر أن يتولى قيادة الحكومة المقبلة في ألمانيا، الآن إمكانية سحب هذا الذهب من نيويورك بسبب المخاوف من أن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا به، حسبما ذكرت الصحيفة.

وقال ماركو فاندرفيتز، الوزير السابق في الحكومة الألمانية الذي استقال من منصبه كعضو في الحزب الديمقراطي المسيحي في البوندستاغ هذا العام: “بطبيعة الحال، لقد طرح هذا السؤال مرة أخرى”.

لقد دعا فاندرفيتز منذ فترة طويلة إلى سياسة تسمح للمسؤولين الألمان بالتحقق بانتظام من حالة الاحتياطي الذهبي، أو إعادته إلى البلاد بالكامل. وكان قد طالب في السابق بالحصول على فرصة لزيارة احتياطيات الذهب وتفقدها شخصيا، لكن طلبه رُفض في عام 2012.

وقال ماركوس فيربير، عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الديمقراطي المسيحي، إنه يؤيد أيضًا السماح للمسؤولين الألمان بتفتيش سبائك الذهب شخصيًا.

“أطالب بإجراء فحوصات منتظمة على احتياطيات ألمانيا من الذهب .” وأضاف أن “الممثلين الرسميين للبنك المركزي الألماني يجب أن يقوموا شخصيا بإحصاء السبائك وتوثيق النتائج”.

وتحدث السياسيان إلى صحفيي المجلة قبل أن يفرض دونالد ترامب رسوما جمركية ضخمة على سلع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، وهو ما ربما عزز موقفهما بشكل أكبر.

تمكنت ألمانيا من تجميع الذهب بعد الحرب العالمية الثانية بفضل الصادرات المتزايدة، مما أدى إلى فائض تجاري كبير. وتم تحويله إلى ذهب ضمن نظام بريتون وودز النقدي.

وتقدر قيمة احتياطيات ألمانيا من الذهب المخزنة في نيويورك بنحو 113 مليار يورو، أي نحو 30% من إجمالي احتياطيات البلاد من الذهب في جميع أنحاء العالم. تخزن فرانكفورت حاليًا ما يقرب من نصف احتياطيات ألمانيا من الذهب. ويتم تخزين 13% أخرى في لندن.

وقبل تفاقم العلاقات مع إدارة ترامب، كان تخزين الذهب في الولايات المتحدة يعتبر حلاً عمليًا، لأنه في حالة حدوث أزمة مفاجئة، يمكن استبدال الذهب بالدولار الأمريكي، الذي يعد العملة الاحتياطية الأهم في العالم.

وقال مايكل جايجر، ممثل رابطة دافعي الضرائب الأوروبية، إنه سيكون من الأفضل “إعادة كل احتياطيات ألمانيا من الذهب إلى فرانكفورت، أو على الأقل إلى أوروبا، في أسرع وقت ممكن”.

وقال البنك المركزي الألماني، الذي اتصلت به الصحيفة للتعليق على إمكانية نقل الذهب إلى فرانكفورت، إنهم “ليس لديهم شك في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك شريك موثوق وآمن لتخزين احتياطياتنا من الذهب”.

و أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا عن فرض  رسوم جمركية واسعة النطاق  على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما أطلق عليه “يوم التحرير الأمريكي”. وفي هذا الصدد، فرضت الحكومة الأميركية الحالية تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع السلع القادمة من كل بلدان العالم تقريبا. وبالإضافة إلى ذلك، يتم فرض رسوم إضافية على بلدان محددة. وعلى وجه الخصوص، بالنسبة للصين – على مستوى 34%، والاتحاد الأوروبي – 20%، واليابان – 24%، والهند – 26%، وكوريا الجنوبية – 25%، وبريطانيا العظمى – 10%، وإسرائيل – 17%.