باريس، 14 مايو 2025 – أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده، إلى جانب الدول الحليفة، ستواصل الاستثمار في تقوية الجيش الأوكراني باعتباره الضامن الأول لأمن البلاد بعد انتهاء الحرب.
وقال ماكرون خلال مقابلة خاصة على قناة TF1 الفرنسية: “بعد توقيع اتفاق السلام، ستبقى القوة العسكرية الأوكرانية أول ضمانة للأمن، ولهذا نحن نستثمر في بنائها وتجهيزها، وهي ستتطلب الكثير من المعدات، لذا سنواصل دعمها”.
وأضاف الرئيس الفرنسي أن مهمة ما تُعرف بـ”قوات الردع” في أوكرانيا لا تهدف إلى الدخول في مواجهة مباشرة، موضحًا أن “أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، ولهذا نقترح نشر قوات ردع بعيدًا عن خط الجبهة، ضمن عمليات مشتركة. هذا سيُظهر تضامننا، ويوجه تحذيرًا لروسيا من أي هجوم مستقبلي”.
وشدد ماكرون على ضرورة مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها دون التسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة، قائلاً: “علينا أن نكون حازمين ولكن عقلانيين”.
وبخصوص مسألة الأصول الروسية المجمدة، أشار ماكرون إلى دعمه لفكرة استخدامها في إعادة إعمار أوكرانيا، لكنه اعتبر أن توقيت ذلك يجب أن يأتي بعد انتهاء الحرب وتسوية الملفات القانونية. وقال: “حين تُحلّ الأمور، يجب أن تُستخدم هذه الأصول لإعادة الإعمار، أما الآن فليس من المناسب صرفها”.
وكان ماكرون قد كرر في تصريحات سابقة خلال زيارة إلى كييف، أن الجيش الأوكراني يمثل “الخط الأول” في الدفاع، بينما تأتي “قوات الردع” كطبقة دفاعية ثانية تهدف إلى التحذير والتأمين. وأوضح أن المشاورات ما تزال جارية على المستوى العسكري لتحديد طبيعة هذا الانتشار، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
يُذكر أن الرئيس الأوكراني فولودимир زيلينسكي كان قد صرّح في وقت سابق أن الخيارات المتاحة أمام بلاده لضمان أمنها ما تزال محدودة، وتتمثل إما في الانضمام إلى الناتو، أو في بناء جيش قوي يمتلك دفاعًا جويًا متقدمًا ويدعمه تواجد عسكري أجنبي.