برلين، 14 مايو 2025 – أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن لقاءه المباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قد لا يحل جميع القضايا، لكنه يمكن أن يمثل خطوة سياسية مهمة نحو إيجاد صيغة تُقرب من إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وفي مقابلة مع مجلة Der Spiegel الألمانية، قال زيلينسكي: “الاجتماع مع بوتين لن يكون حلاً سحريًا، لكنه قد يحقق انتصارًا سياسيًا إذا أدى إلى وقف إطلاق النار أو إلى تبادل شامل للأسرى”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه لا يستبعد كليًا إمكانية سفر بوتين إلى تركيا هذا الأسبوع، رغم ما وصفه بـ”الخوف الكبير” الذي يعتريه. وأضاف: “لا أعتقد أن بوتين قادر على الحضور شخصيًا. يبدو لي أنه خائف. ومع ذلك، إذا شعر بضغط اقتصادي قوي من الداخل الروسي، فربما تتغير حساباته”.
وأوضح زيلينسكي أنه يفضل عقد اللقاء في العاصمة التركية أنقرة، وقد أبلغ بذلك الرئيس التركي في اتصال هاتفي، لكنه أبدى استعداده أيضًا للقاء بوتين في إسطنبول إن قرر الحضور.
وأكد أن الهدف من هذا اللقاء المحتمل هو التوصل إلى صيغة حقيقية لإنهاء الحرب، قائلاً: “إذا لم يأتِ بوتين، فهذا يعني أنه لا يسعى لأي انتصار سياسي، لا له ولا لأوكرانيا”.
وحول الموقف الأمريكي من العملية التفاوضية، أشار زيلينسكي إلى وجود شعور بأن واشنطن تمارس ضغطًا أكبر على كييف مقارنة بموسكو، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحاجة إلى الاقتناع بأن “بوتين يكذب”. وأضاف: “يجب إظهار أن الأوكرانيين لا يعرقلون عملية السلام، بل يسعون إليها”.
كما عبّر زيلينسكي عن أمله في أن تفرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات القوية على روسيا، واصفًا إياها بأنها “قد تكون الأشد تأثيرًا على موسكو”.
وعن ستيف ويتكوف، المبعوث التفاوضي لترامب، قال الرئيس الأوكراني إنه لم يجرِ معه أي اتصال مباشر، لا هاتفيًا ولا شخصيًا، لكن مدير مكتبه، أندري يرماك، التقى به مؤخرًا في باريس، ما يمهّد لبدء مسار جديد من الحوار.
تجدر الإشارة إلى أن قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا، وبدعم من الولايات المتحدة، قدموا يوم السبت الماضي إنذارًا إلى موسكو بضرورة إعلان هدنة لمدة 30 يومًا. وفي المقابل، اقترح بوتين عقد اجتماع للوفود في إسطنبول في 15 مايو. وقد أعلن زيلينسكي موافقته على الحضور، إلا أن الكرملين لم يرسل حتى الآن أي إشارة واضحة بشأن مشاركة الرئيس الروسي شخصيًا في هذا اللقاء.