روسيا تُشعل النيران في موظفيها… حرائق زابايكاليه تكشف فوضى الأولويات

في مشهد يختزل اختلال موازين الأولويات داخل النظام الروسي، تواجه منطقة زابايكاليه واحدة من أسوأ حرائق الغابات في تاريخها الحديث، حيث اقتربت ألسنة اللهب من مدينة تشيتا، عاصمة الإقليم، وسط عجز فاضح في الاستجابة الرسمية، ولجوء السلطات إلى تجنيد موظفي الدولة والقطاع العام بالقوة لإخماد الحرائق.
وبحسب ما أفاد به مركز مكافحة التضليل التابع لمجلس الأمن القومي الأوكراني، فإن السلطات الروسية تمارس ضغوطًا على الموظفين الحكوميين للمشاركة في جهود الإطفاء، دون تدريب أو وسائل حماية، وبدون مقابل مادي، بل يُجبرون على أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر، في مشهد يختزل العبث الإداري والانفصال عن الواقع الإنساني.
تأتي هذه الكارثة لتُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات في إدارة الأزمات البيئية، حيث أشارت تقارير سابقة إلى أن أكثر من 4.3 مليون هكتار من الغابات قد احترقت في الإقليم نفسه خلال مايو الماضي، في وقت تواصل فيه وسائل الإعلام الرسمية التعتيم، وتركز الدولة جلّ مواردها البشرية والمالية على استمرار الحرب ضد أوكرانيا.
وفي تعليق صريح، أوضح مركز مكافحة التضليل أن الفساد وانعدام الكفاءة وتغليب المصالح الحربية جعل من مواجهة الكوارث الطبيعية أمرًا هامشيًا في السياسات الروسية. “لا توجد إرادة حقيقية لإخماد الحرائق، فالموارد مخصصة للحرب، لا لحماية الإنسان أو البيئة”، بحسب تعبير المركز.
ويأتي هذا في ظل تقارير متزامنة عن فرض حالة طوارئ في جمهورية بورياتيا المجاورة، نتيجة تفشي حرائق مشابهة، ما ينذر بكارثة بيئية قد تتسع رقعتها في ظل غياب خطط استجابة فاعلة.

Exit mobile version