يوجد في جسم الإنسان أنواعًا كثيرة من الميكروبات، وخاصة في أمعائنا، فالبكتيريا والفيروسات والميكروبات التي تعيش في قنواتنا الهضمية، لها أدوارًا مهمة في صحتنا وفي هذا التقرير الذي أعدته بوابة أوكرانيا ستستوضح العلاقة بين فيتامين دال والبكتيريا الموجودة في أمعاءنا.
وقد أظهر باحثون أن تكوين ميكروبيوم أمعاء الشخص مرتبط بمستويات فيتامين D النشط، وهو هرمون مهم لصحة العظام والمناعة.
وأفصحت الباحثة ديبورا كادو عن طبيعة الميكروبيوم فقالت: “فوجئنا بأن تنوع الميكروبيوم (أنواع البكتيريا المتنوعة في أمعاء الشخص) مرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيتامين D النشط، ولكن ليس بشكل السلائف. ويُعتقد أن زيادة تنوع ميكروبيوم الأمعاء يرتبط بصحة أفضل بشكل عام”.
وفيتامين D ممكن أن بتخذ عدة أشكال مختلفة، لكن اختبارات الدم القياسية تكشف عن واحد فقط، وهو مادة غير نشطة يمكن أن يخزنها الجسم.
وأشارت دراسات متعددة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين D هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض القلب وعدوى “كوفيد-19” الأسوأ وأمراض أخرى. ومع ذلك، فإن تناول مكملات فيتامين D ليس له أي تأثير على النتائج الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان أو حتى صحة العظام.
وقالت كادو، أيضًا: “تشير دراستنا إلى أن السبب في ذلك هو أن هذه الدراسات تقيس الشكل الأولي لفيتامين D فقط، وليس الهرمون النشط. قد تكون مقاييس تكوين فيتامين D وانهياره مؤشرات أفضل للمشكلات الصحية الأساسية، ومن قد يستجيب بشكل أفضل لمكملات فيتامين D”.
وبالإضافة إلى اكتشاف صلة بين فيتامين D النشط والتنوع الكلي للميكروبيوم، لاحظ الباحثون أيضا أن 12 نوعًا معينًا من البكتيريا ظهرت في كثير من الأحيان في ميكروبيومات أمعاء الرجال الذين لديهم الكثير من فيتامين D النشط، والأحماض الدهنية المفيدة التي تساعد في الحفاظ على صحة بطانة الأمعاء
وقالت جيانغ: “ميكروبات الأمعاء معقدة حقُا وتختلف كثيرًا من شخص لآخر. عندما نعثر على ارتباطات، فإنها عادة لا تكون متميزة كما وجدنا هنا”.
ونظرا لأنهم يعيشون في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، فإن الرجال في الدراسة يتعرضون لكميات مختلفة من ضوء الشمس، وهو مصدر لفيتامين D ومعظم سلائف فيتامين D.
وقالت كادو: “يبدو أنه لا يهم كمية فيتامين D التي تحصل عليها من خلال ضوء الشمس أو المكملات الغذائية، ولا مقدار ما يمكن أن يخزنه جسمك. من المهم مدى قدرة جسمك على استقلاب ذلك في فيتامين D النشط، وربما هذا هو ما تحتاج التجارب السريرية إلى قياسه من أجل الحصول على صورة أكثر دقة عن دور الفيتامين في الصحة”.
وأضاف توماس: “غالبا ما نجد في الطب أن المزيد ليس بالضرورة أفضل. لذلك في هذه الحالة، ربما لا يتعلق الأمر بكمية فيتامين D التي تتناولها، ولكن كيف تشجع جسمك على استخدامه”.
